کد مطلب:241006
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:135
لو أن رجلا أحب حجرا لحشره الله عزوجل معه
فی حدیث مطول رواه الصدوق طاب ثراه بإسناده إلی الریان بن شبیب قال دخلت علی الرضا - علیه السلام - فی أول یوم من المحرم فقال: «یا ابن شبیب أصائم أنت؟ فقلت: لافقال: إن هذا الیوم هو الیوم الذی دعا فیه زكریا - علیه السلام - ربه عزوجل فقال: «رب هب لی من لدنك ذریة طیبة إنك سمیع الدعاء» [1] .
فاستجاب الله له... یا ابن شبیب إن سرك أن یكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسین بن علی - علیهماالسلام - فقل متی ذكرته: یا لیتنی كنت معهم فأفوز فوزا عظیما، یا ابن شبیب إن سرك أن تكون معنا فی الدرجات العلی من الجنان فاحزن لحزننا و افرح لفرحنا و علیك بولایتنا فلو أن رجلا أحب حجرا لحشره عزوجل معه یوم القیامة» [2] .
قد روی الشیخ الصدوق هذا المثل فی ضمن حدیث أمیرالمؤمنین علیه السلام قاله لنوف البكالی: «... یا نوف إن سرك أن تكون معی یوم القیامة فلا تكن للظالمین معینا، یا نوف من أحبنا كان معنا یوم القیامة و لو أن رجلا أحب حجرا لحشره الله معه...» [3] .
و علیه فهو مثل علوی قبل كونه مثلا رضویا و الكل مستقی من ماء واحد.
ثم المناسب للمقام ذكر ما یماثل المثل و هو كثیر منه العلوی: «إیاك أن تحب أعداء الله أو تصفی ودك لغیر أولیائه فإنه من أحب قوما حشر معهم». [4] و منه المثل النبوی: «المرء مع من أحب»، [5] أو «أنت مع من أحببت» [6] .
[ صفحه 394]
الحشر مع الحبیب ملازم للكون معه علی صعید الحیاة و الممات لأن عامل الحب متبادل بین المحبین و هو كجزء مستهلك من ذات المحب لاینفك عنه بل الحب من أقوی علل وجود العالم لولاه كان الكون لحدیث «كنت كنزا مخفیا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكی أعرف»، [7] فالعلة الأولی لخلق العالم و آدم هی الحب الذاتی الأول حتی لو لم یثبت هذا الحدیث القدسی الذی رواه السید شبر، [8] علی أن فی آیة: «یحبهم و یحبونه» [9] دلالة علی أن الحب الذاتی الأول علة حب المحبین.
و قد جاء النص الصادقی: «هل الإیمان إلا الحب و البغض»، [10] و الآخر: «هل الدین إلا الحب؟ إن الله عزوجل یقول: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونی یحببكم الله» [11] .
[ صفحه 395]
[1] آل عمران: 38.
[2] عيون أخبار الرضا 234 - 233/1.
[3] الأمالي 185، المجلس 37.
[4] غرر الحكم 78، في (إياك). و حرف اللام مع الواو من الأمثال و الحكم العلوية مخطوط أمثال و حكم 1737:4.
[5] البحار 13:17.
[6] الأمثال النبوية 193 - 192/1.
[7] مصابيح الأنوار 405:2.
[8] المصدر.
[9] المائدة: 54.
[10] أصول الكافي 125:2.
[11] آل عمران: 31، البحار 237:69، حرف اللام مع الواو من الأمثال و الحكم العلوية. مخطوط، و حرف الميم مع النون من الرضوي المبحوث فيه.